في خطوة جديدة لتعزيز الإنتاجية وجودة الحياة بدأت إحدى الشركات السعودية بتقليص أيام العمل إلى 4 أيام في الأسبوع دون تخفيض للأجور وهذه المبادرة تعتبر جزءًا من استراتيجية تحسين بيئة العمل وزيادة رضا الموظفين ووفقًا للخبراء في أنظمة الموارد البشرية والحوكمة، يحق للشركات في القطاع الخاص تقليص أيام العمل بناءً على احتياجاتها الاستراتيجية.
قانونية تقليص أيام العمل
يشير نظام العمل السعودي إلى أن الحد الأقصى لساعات العمل الأسبوعية لا يتجاوز 48 ساعة، وهو ما يعادل 6 أيام من العمل بحد أقصى 8 ساعات يوميًا إلا أنه وفقًا لنظام العمل لا يوجد ما يمنع القطاع الخاص من تقليص عدد أيام العمل بشرط ألا تتجاوز الساعات الأسبوعية المحددة، وهذا ما أكده الدكتور محمد آل عباس، عضو اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس الشورى، الذي أوضح أن هذه القرارات يجب أن تكون منصوصة في عقود العمل الخاصة بالموظفين.
أوضح آل عباس أن بعض الشركات قد تتجه لتقليص أيام العمل كجزء من استراتيجية إدارة رأس المال البشري، حيث تسعى لتقديم بيئة عمل أكثر مرونة وجاذبية للموظفين كما أشار إلى أن النظام يتيح للشركات تقليل أيام العمل دون تحديد حد أدنى للساعات، ما يمنح الشركات حرية أكبر في تنظيم ساعات العمل بما يتناسب مع طبيعة أنشطتها.
اقرأ أيضا: كيفية تعديل عنوان سكنك في العنوان الوطني السعودي
فوائد تقليص أيام العمل
إن تقليص أيام العمل إلى أربعة أيام قد يبدو كتوجه جريء، لكنه يحمل في طياته العديد من الفوائد التي تعود بالنفع على الشركات والموظفين على حد سواء بندر السفير، مختص في الموارد البشرية، يرى أن هذا الاتجاه يسعى إلى تحسين جودة الحياة الوظيفية للعاملين فالتوازن بين الحياة الشخصية والعمل ليس فقط مطلبًا للموظفين، بل هو عنصر أساسي لزيادة الإنتاجية وتقليل التوتر.
أحد أهم الفوائد لهذا النظام هو تقليل التكاليف التشغيلية والشركات التي تعتمد على 4 أيام عمل أسبوعيًا قد توفر في نفقات التشغيل مثل الكهرباء، المواصلات، والمصاريف الإدارية بالإضافة إلى ذلك من خلال تقليل أيام العمل، يمكن تخفيض معدلات الغياب والدوران الوظيفي، حيث يُظهر الموظفون رضا أكبر عن بيئة العمل التي تمنحهم وقتًا أكبر لعائلاتهم وللحياة الشخصية.
تجربة الدول المتقدمة مثل ألمانيا وبريطانيا أظهرت نتائج إيجابية، حيث انعكست تلك التجربة بزيادة إنتاجية الموظفين بنسبة تتراوح بين 10% و15% ويُعتبر هذا دليلاً على أن ساعات العمل الطويلة ليست العامل الأساسي في تحقيق الإنتاجية، بل إن التوازن بين العمل والحياة قد يؤدي إلى أداء أفضل.
اقرأ أيضا: بمواصفات خيالية | تسريبات جديدة عن آيفون 16 برو max وهذا سعره المتوقع بالريال السعودي
التحديات والقطاعات المناسبة لتقليص أيام العمل
على الرغم من أن هذه الفكرة تحمل العديد من الفوائد، إلا أن تطبيقها ليس ممكنًا في جميع القطاعات خالد الشنيبر كاتب ومستشار موارد بشرية، أوضح أن بعض القطاعات مثل التصنيع، الخدمات الصحية، البناء، والسياحة تتطلب وجودًا مستمرًا للعاملين طوال أيام الأسبوع، مما يجعل تقليص أيام العمل صعبًا في تلك المجالات وفي هذه القطاعات قد يكون من الضروري توظيف عدد أكبر من العمالة لتغطية الاحتياجات، ما يرفع التكاليف التشغيلية.
ومع ذلك فإن القطاعات الإدارية، التقنية، والتسويقية تبدو الأكثر تأهيلاً لتطبيق نظام الـ4 أيام عمل وهذه المجالات تعتمد بشكل كبير على المهارات الفكرية والتخطيط، ما يعني أن خفض أيام العمل لا يؤثر بشكل كبير على جودة الأداء، بل قد يحسن الإنتاجية ويعزز من الابتكار.
اسبوع العمل كم يوم؟
تكون أيام العمل 6 أو 5 أيام في الأسبوع.
